أسباب اللعاب أثناء النوم

أسباب اللعاب أثناء النوم

اللعاب هو سائل طبيعي يفرز عن طريق الغدد اللعابية في الفم، ويعد من العمليات الحيوية التي تساعد في عملية الهضم، تنظيف الفم، والحفاظ على صحة الأسنان. لكن في بعض الحالات، قد يلاحظ البعض أنهم يعانون من إفراز اللعاب بشكل مفرط أثناء النوم، مما يؤدي إلى تسربه خارج الفم. هذه الظاهرة، على الرغم من أنها قد تبدو محرجَة للبعض، إلا أنها قد تكون نتيجة لعدة أسباب طبية أو فسيولوجية تتطلب فهمًا أعمق. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى إفراز اللعاب أثناء النوم.

1. اضطرابات النوم

من بين الأسباب الرئيسية لإفراز اللعاب أثناء النوم، تأتي اضطرابات النوم المختلفة. عندما يكون الشخص في مرحلة النوم العميق، يمكن أن يصبح تحكمه في عضلات الوجه والفم أكثر ضعفًا. ويؤدي هذا إلى استرخاء عضلات الفك واللسان، ما يزيد من احتمالية تسرب اللعاب. ومن أهم الاضطرابات التي قد تسبب هذه الظاهرة:

• الشخير (الخرخرة): الشخير هو من أشهر مشاكل النوم التي قد تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب. عندما يكون الشخير مصحوبًا بمشاكل في التنفس مثل انقطاع النفس أثناء النوم، قد يؤدي ذلك إلى فتح الفم بشكل مفرط أثناء النوم، مما يسمح بتسرب اللعاب.

• توقف التنفس أثناء النوم: يشمل توقف التنفس عدة فترات تنقطع فيها عملية التنفس أثناء النوم، ما يؤدي إلى اضطراب في الدورة الطبيعية للنوم. في حالة توقف التنفس المتكرر، قد يواجه الشخص صعوبة في التنفس من خلال الأنف، مما يجعله يعتمد بشكل أكبر على التنفس عبر الفم.

2. مشاكل في الأسنان والفم

بعض مشاكل الفم قد تكون سببًا مباشرًا لزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم:

• التهاب اللثة: يمكن أن يؤدي التهاب اللثة أو أمراض الأسنان الأخرى إلى زيادة إفراز اللعاب. عندما تكون هناك إصابة في الأنسجة المحيطة بالفم، قد يحاول الجسم تعويضها عن طريق إفراز المزيد من اللعاب.

• مشاكل الفك: مشاكل الفك مثل اضطرابات المفصل الصدغي الفكي، والتي تتسبب في حركة غير طبيعية للفك، قد تؤدي إلى انفتاح الفم أثناء النوم، ما يسهل تدفق اللعاب.

• استخدام أطقم الأسنان: الأشخاص الذين يرتدون أطقم الأسنان أو تقويم الأسنان قد يعانون من تراكم اللعاب بشكل زائد أثناء النوم. الأطقم قد تخلق إحساسًا بعدم الراحة، مما يزيد من إفراز اللعاب.

3. الحساسية والالتهابات

الحساسية من المواد البيئية مثل الغبار أو الدخان قد تؤدي إلى التهاب الأنف والجهاز التنفسي، ما يعطل التنفس الأنفي السليم. هذه الحالة تجعل الشخص يميل للتنفس من خلال الفم، وهو ما قد يزيد من إفراز اللعاب.

كما أن الالتهابات مثل التهاب الجيوب الأنفية قد تؤدي إلى صعوبة في التنفس عبر الأنف. وبالتالي، يميل الشخص إلى فتح فمه أثناء النوم، مما يزيد من إفراز اللعاب.

4. الأدوية والعقاقير

هناك مجموعة من الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب بشكل غير طبيعي أثناء النوم. وتشمل هذه الأدوية الأدوية المضادة للاكتئاب، أدوية معالجة الفصام، وأدوية لخفض ضغط الدم. بعض الأدوية الأخرى مثل أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن تتسبب في جفاف الفم، مما قد يؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب كرد فعل من الجسم لتغطيته جفاف الفم.

• المهدئات: أدوية المهدئات أو الأدوية التي تستخدم لعلاج القلق يمكن أن تسبب الاسترخاء الزائد للعضلات، بما في ذلك عضلات الفم، ما قد يؤدي إلى تسرب اللعاب أثناء النوم.

• الأدوية المضادة للقلق: هذه الأدوية قد تؤدي إلى آثار جانبية تشمل الإفراط في إفراز اللعاب.

5. التوتر والقلق

التوتر النفسي والقلق من العوامل التي يمكن أن تؤثر على إفراز اللعاب أثناء النوم. التوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى تغيرات في نمط النوم، ويجعل الجسم يفرز المزيد من اللعاب كجزء من استجابة الجسم الطبيعية للتوتر. ومن المعروف أن القلق قد يزيد من النشاط العصبي في منطقة الفم والحلق، مما يؤدي إلى فتح الفم أثناء النوم، وبالتالي تسريب اللعاب.

6. الحمل

النساء الحوامل، وخاصة في المراحل المبكرة من الحمل، قد يعانين من زيادة في إفراز اللعاب أثناء النوم. يعتقد أن التغيرات الهرمونية في هذه الفترة قد تساهم في هذه الظاهرة، بالإضافة إلى التغيرات التي تحدث في وظائف الجسم العامة.

7. الطعام والشراب قبل النوم

تناول بعض الأطعمة والمشروبات قبل النوم يمكن أن يزيد من إفراز اللعاب. الأطعمة الحارة أو الحمضية قد تحفز الغدد اللعابية على إفراز كميات أكبر من اللعاب. كما أن تناول الطعام أو الشراب في وقت متأخر من الليل يمكن أن يسبب ارتجاع الحمض إلى المريء، ما يحفز الجسم على زيادة إفراز اللعاب للمساعدة في معادلة الحمض.

8. أمراض الجهاز العصبي

بعض الأمراض التي تؤثر على الجهاز العصبي، مثل مرض باركنسون أو التصلب المتعدد، يمكن أن تتسبب في زيادة إفراز اللعاب بشكل غير طبيعي أثناء النوم. هذه الأمراض قد تؤثر على التنسيق العصبي بين العضلات اللعابية، مما يؤدي إلى فرط إفراز اللعاب.

9. الوجود في بيئة رطبة أو حارة

قد يكون للمناخ المحيط تأثير أيضًا على إفراز اللعاب. في البيئة الرطبة أو الحارة، قد يواجه الشخص صعوبة في التنفس من خلال الأنف، مما يجعله يفتح فمه أثناء النوم. فتح الفم في هذه الحالات يمكن أن يؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب.

10. الاضطرابات الهرمونية

تعد التغيرات الهرمونية أحد الأسباب المحتملة لزيادة إفراز اللعاب أثناء النوم. قد تؤدي اضطرابات الغدد الصماء إلى تغيرات في إفراز اللعاب. من بين هذه الاضطرابات، يمكن أن تشمل الاضطرابات في مستويات هرمون الأستروجين أو اضطرابات الغدة الدرقية.

11. المشاكل العصبية

الأشخاص الذين يعانون من مشكلات عصبية مثل السكتات الدماغية أو تلف الأعصاب قد يواجهون صعوبة في التحكم في عضلات الفم والفك. قد يؤدي هذا إلى فتح الفم بشكل غير إرادي أثناء النوم، مما يؤدي إلى تدفق اللعاب.

12. الاختلالات الهضمية

الحموضة الزائدة أو ارتجاع المريء يمكن أن تكون من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة إفراز اللعاب. عندما يتسرب الحمض من المعدة إلى المريء، يفرز الجسم المزيد من اللعاب لحماية الحلق والمريء من التأثيرات الحامضية.

13. التغذية غير السليمة

الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا غير متوازن أو الذين يعانون من نقص في بعض العناصر الغذائية قد يعانون من إفراز اللعاب بشكل مفرط أثناء النوم. نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن يؤثر على وظائف الغدد اللعابية.

في الختام

إفراز اللعاب أثناء النوم قد يكون نتيجة لعدة عوامل، تبدأ من مشاكل بسيطة مثل اضطرابات النوم، وصولاً إلى مشكلات صحية معقدة تتعلق بالجهاز العصبي أو الهرمونات. لذلك، إذا كان الشخص يعاني من هذه المشكلة بشكل مستمر أو مفرط، ينصح بزيارة الطبيب للتشخيص والعلاج المناسب.